الحلم طالب فعال
مشاركاتى : 20
نقاط : 66
الأنتساب : 29/08/2010
| موضوع: مغامرة سمكة الخميس سبتمبر 16, 2010 7:26 am | |
| مغامرة سمكة
يحكى أن سمكة كبيرةوابنتها ، كانتا تلعبان في بحر أزرق هادئ، فشاهدتا ثلاث سفن تبحر في البعيد.قالت السمكة الكبيرة: إنهم بنو البشر.صاحت السمكة الصغيرة بانفعال: ليتنيأعرف إلى أين هم ذاهبون! - في رحلة مخاطرة للاستكشاف. - كم أتمنى أن أقومبمثل هذه الرحلة!. أريد أن أتعرف إلى خلجان أخرى وبحار أخرى. - ربما في يومما، وليس الآن يا عزيزتي. فأنتِ ما زلت صغيرة على مخاطر الاستكشاف. - أنا لستصغيرة كما تظنين يا أمي. - أقصد عندما تكبرين أكثر يا ابنتي، سيكون العالم كلهتحت تصرفك. وقتذاك تكتشفين فيه ما تشائين. قالت متذمرة: كيف يكون ذلك، وأنا لم أجدحتى الآن أحداً يساعدني، على الأقل، لأحصل على فرصتي من اللعب واللهو!. سمعالسرطان نتفاً من حديث السمكة الصغيرة، فسألها: ما هو الشيء الذي أسمعك متذمرة منه؟ألأنك لا تأخذين ما يكفي من متعةاللهو؟ في رأيك، غلطة مَن هذه؟. - لاأعرف. فأنا أرغب في القيام برحلة استكشافية، وأمي تقول إنني ما زلت صغيرة، وعليّالانتظار حتى أكبر. شارك طائر النورس في الحديث، وقال: أمك على حق. - أراك أنتأيضاً تقف أمام رغبتي، ولا تساعدني. - خوفاً عليك، فقد تضلين طريقك وتضيعين، ونحنلا نريد لك ذلك. ردت السمكة الصغيرة محتجة: لن أضل طريقي ولن أضيع. لماذا لاتستطيعون أن تروا أني كبيرة بما يكفي، لأقوم بالمغامرة التي أريد؟ ومن غير أن يشعربها أحد، انسلت خارج الخليج باتجاه المجهول، فلمحت واحدة من تلك السفن المبحرة،التي رأتها هي وأمها من قبل. سبحت بسرعة بقدر ما تستطيع لتصل إليها، إنما قدرتهاعلى ذلك كانت أقل كثيراً مما تظن. انتظريني أيتها السفينة! صرخت بكل قوتها. لميسمع أحد من البحارة النداء، وفي لحظات غابت السفينة وراء الأفق. أحست السمكةالصغيرة بالتعب وبالخيبة، فقررت العودة إلى موطنها. لكنها كانت ضائعة، ولا تدريكيف تصل إلى الخليج الذي يحتضن أسرتها وأصدقاءها، فكل ما حولها كان غريباً وغيرمألوف. وبينما هي تسبح حائرة قلقة، صادفت أخطبوطاً، فسألته: هل تعرف أين الطريقإلى بيتي ؟ نفض الأخطبوط جسده، وبسط أرجله في جميع الاتجاهات، وتجاهل السؤال.فأسرعت نحو بعض المحار النائم، وسألتهم: لقد أضعت الطريق إلى بيتي، هل يمكن أنتساعدوني لأجده؟. وأيضاً لم تلق جواباً، فتوسلت إلى قنديل بحر: ليتك تدلني إلىطريق يوصلني إلى بيتي؟ وأيضاً لم تلق السمكة الصغيرة جواباً، ولم تجد من يساعدهاللوصول إلى موطنها، فالكل لاهون عنها، غير مكترثين بمحنتها. - ماذا أفعل الآن، وماهو مصيري؟ كانت أمي وأصدقائي على صواب، عندما قالوا إنني صغيرة على القيام بمغامرةوحدي. وفجأة، لاحظت أن الأسماك التي حولها تسبح بسرعة هائلة. وقبل أن تسأل عمايجري هنا، سقط عليها ظل كبير. فشعرت بسكون المياه وبرودتها، وعرفت أن القادم هو سمكالقرش، وأنَّ الأسماك هربت خوفاً منه. حاول سمك القرش، أن يمسك بالسمكة الصغيرة،ويبتلعها. لكنها تمكنت من أن تحشر نفسها بين صخور دقيقة، يصعب على صاحب الحجمالكبير الدخول إليها. وحينما أحست بزوال الخطر خرجت من مكمنها، ومن غير أن تلتفتوراءها سبحت بكل قوتها بعيداً، فوجدت نفسها في موطنها. في الحقيقة، هي لا تعرف كيفوصلت، إنما تعرف أنها لن تعود للمغامرة من جديد وهي في هذه السن الصغيرة. هكذاقالت لأمها ولأصدقائها، الذين رحبوا بها وفرحوا كثيراً بعودتها سالمة إلى أحضانالخليج الآمن.
| |
|